أوضح اختصاصيون في أورام السرطان أن الملاحظات السريرية التي جمعت بعد سنة من إعطاء عشبة مكتشفها سوري من مدينة حلب للمرضى "كافية" لتشكيل قناعة تحضّ على البدء
ببحث علمي جاد ما زالت اختباراته التي تجرى في جامعتي حلب و"باريس 11" في بدايتها للوصول إلى دواء قد يشكل فتحاً علمياً على الصعيد العالمي. .أكد الدكتور فواز الشحنة عميد
كلية الصيدلة في جامعة حلب أن الجامعة شكلت لجنة لدراسة الاكتشاف "وشكلنا فرقاً بحثية مخبرية منذ 4 أشهر بعدما قدمت لنا ملاحظات من اختصاصيين تدل على الاستجابة السريرية
الإيجابية لبعض حالات الأورام الخبيثة وأنواع الخلايا التي طبق مرضاها العلاج بخلاصة النبتة"، مشيراً إلى أن البحث قد يستغرق وقتاً طويلاً "لاستخلاص عقاقير من هذه النبتة وغيرها
من النباتات التي تجري مختبراتنا تجارب عليها لاستخلاص عقاقير وتحديد مكوناتها الفعالة ما أمكن وتنقيتها ودراستها لمعرفة فعاليتها على بعض أنواع الخلايا السرطانية ومن ثم تحديد
تركيزها الفعال في حال الحصول على نتائج إيجابية قبل دراستها على حيوانات التجربة ثم على الإنسان"...وشدد الدكتور الشحنة على أنه لا مضار من تناول العشبة "التي تكاد تكون
تأثيراتها السلبية معدومة بعدما أكدت الاختبارات نقاوتها السميّة ولذلك يؤثر مرضى السرطان تجربتها في حال عدم الحصول على نتائج مرضية من المعالجة الجراحية والشعاعية لتحسين
الوضع السريري وليس الشفاء التام". وأشار إلى أن لدى كلية الصيدلة، التي دعت إلى التعاون مع القطاع الخاص في مجال تمويل البحوث العلمية المكلفة مادياً، أجهزة استخلاص مخبري
وأخرى للتحليل الكروماتوغرافي الغازي والسائل التي تساعد في تحديد بنية النبتة "وأرسلنا عينات من الخلاصة إلى فرنسا لكنها ما زالت قيد الدراسة، على أن نوثّق العملية علمياً".وبدا
مكتشف العشبة عبد الرحمن زينو (مواليد عام 1981) متفائلاً من تحقيق سبق اكتشاف علمي "تعمّ فوائده من موطنه سوريا إلى كل العالم. وبيّن زينو، مدير مركز الابتكار والاختراع
في جامعة حلب ومنسق العلاقات العامة لجمعية المخترعين السوريين، أن اهتمامه بطب الأعشاب والطب النبوي دفعه إلى عملية بحث استغرقت سنتين للعثور على النبتة التي أطلق عليها اسم "عشبة الأمل"، "المتوافرة في سوريا حيث ساعدني الإنترنت والكتب والمراجع القديمة التي يعود أحدها وهو أجنبي إلى عام 1890 في معرفتها، وإجراء تجارب عليها مع الدكتور
أحمد جدوع (اختصاصي أعشاب طبية من كلية الزراعة) شجعتني على تشكيل خلاصة منها كطب بديل من العلاج الكيميائي المستورد ومرتفع الثمن".وأبدى زينو التي لا يكفّ جهازه
الخلوي عن الرنين من طالبي النبتة وإعلاميين ومسؤولين، خشيته من "وقوع النبتة- الاكتشاف، التي سيوزع دواءها مجاناً في سوريا في حال تصنيعه، في أيد وضمائر ميتة وبعيدة عن
الحس الإنساني"، مؤكداً أن لا جهات بحثية أخرى سبقته إلى هذا الاكتشاف "الذي قدمت عروض عربية وأجنبية سخية لي لنقل اختباراته إلى خارج الوطن لكني رفضت على الرغم من
حالتي المادية المتوسطة".من جهته أشار الدكتور فادي النحلاوي (اختصاصي جراحة الأورام والجراحة التنظيرية ورئيس مجموعة الأطباء المتطوعين المشرفين على المعالجة السريرية
للعشبة) إلى أن "الملاحظات السريرية على مرضى السرطان الذين تلقوا العلاج مدة سنة تقريباً أدت إلى نتائج إيجابية تشير إلى أن المعالجة فعالة بتراجع حجوم بعض الكتل الورمية في
مراحل معينة وتوقف نمو بعضها أثناء سير المرض بحسب درجة تقدمه وانتشاره ونوع الخلايا الورمية دون أن نهمل أو نسقط ضرورة العلاجات الأخرى التي تحول بعض الاستطبابات
دون إجرائها، وبشكل عام التأثير جيد وواضح وخصوصاً على الصحة العامة للمرضى الذين لم تظهر لديهم بعد تناول العشبة المدروسة طبياً الأعراض السمية الجهازية المعروفة لمرضى
السرطان بشكل جلي، الأمر الذي يوجه نحو بحث علمي يتوصل إلى دواء فعال معروفة طريقة وآلية تأثيره المرضية".ويلزم للوصول إلى نتائج بحثية مرضية تشكيل لجان فرعية منبثقة
عن اللجنة الأم التي شكلتها جامعة حلب ينضوي في قائمتها أطباء من مختلف الاختصاصات ذات العلاقة بمرض السرطان يتفرغ بعضهم للبحث وآخرون للمتابعة السريرية والعملية
الإحصائية لإنجاز البحث الذي تصلح مادته لتكون نواة لرسائل ماجستير ودكتوراه.خالد زنكلو - الوطن السورية