نقلا عن الوسط :
طالب طب يتحوّل إلى عامل بناء والتشرد في انتظاره
أنا طالب بحريني في إحدى الدول الأوروبية، أدرس الطب البشري، إذ أتابع دراستي في السنة الرابعة (مدة الدراسة هي ست سنوات) وبنعمة منه سبحانه فأنا غير ملزم بدفع رسوم الدراسة ولذلك يتبقى علي المصاريف الحياتية الأخرى.
لم أرجع إلى البحرين منذ العام 2004، خلال هذه الفترة أتجرع مرارة الغربة كل يوم وألم الحنين للأهل والأحبة. أربع سنوات لم أحضر فيها لا عيدا ولا عرسا ولا جنازة مقرب. لم أر فيها قريبا ولا صديقا ولا وطنا.
حالي في الغربة شيء من العجب والأسى، أكتب القليل من الكثير من معاناتي.
فأنا أسكن في غرفة خشبية لا أعلم متى يأتي أمر إخلائي منها ولذلك فحقيبتي مجهزة طوال الوقت، ولا علم لي أين سأذهب بعد ذلك غير أني سأبقى فعلا في الشارع، والسبب أني لم أتمكن من سداد إيجار الغرفة التي أسكنها طوال الأشهر الثلاثة الماضية.
مرضت الشهر الفائت ولم أستطع الذهاب للطبيب أو الحصول على الدواء لعدم توافر التأمين الصحي لدي. وعلى رغم معرفتي بحالتي وعلاجها لم يكن في مستطاعي عمل شيء لغلاء العلاج والأدوية هنا والمعيشة ككل.
لا أريد أن أتحدث عن معاناتي مع المصاريف المعيشية، وكيف يستغرب جميع من يعرفونني من حالي ويأسون لها، ويعلم الله كم أخفيت ما بي ولم أكتب هذه الرسالة إلا براءة للذمة وإرضاء لضميري أمام نفسي.
أكتب لكم بعد أن قاربت الوصول إلى مرحلة اليأس. لا أستطيع الدراسة والعمل معا، فإما العمل أو الدراسة، وخصوصا
أن التخصص الذي أدرسه صعب جدا ويحتاج إلى الكثير من التركيز والوقت والمواظبة على المذاكرة.
أبي متقاعد ويعول براتبه التقاعدي أسرتنا الكبيرة (المكونة من تسعة أشخاص) ويسدد الكثير من الديون المتراكمة عليه والقروض.
أكتب لكم وأنا منهك بعد يوم طويل من العمل في أعمال البناء في البرد القارس الذي تتجمد زجاجة الماء في درجاته المنخفضة خلال نصف ساعة.
يعصرني الألم كل يوم، أمنيتي هي التخصص في الجراحة، وتكريس كل وقتي لتعلم كل ما أستطيع، لكنني من أنظف غرف العمليات وأضطر كل يوم إلى الذهاب للعمل في أقذر الأماكن، وبدلاً من الأدوات الجراحية الدقيقة أصبحت خبيرا في أدوات البناء وفنون اتقاء البرد أثناء العمل فيها.
كل ما أطلبه ممن يسمع النداء وعلى رأسهم المسئولون وأهل الخير من المقتدرين هو مساعدتي، أو بالأحرى إغاثتي لكي أتمكن من حفظ ماء وجهي وحياتي وإكمال الدرب للوصول إلى هدفي وهو اتمام دراستي والرجوع لأخدم وطني وأعين عائلتي. وإن لم يُكتب لي أن أنهي دراستي فعلى الأقل أتمنى تذكرة العودة إلى البحرين
طالب طب يتحوّل إلى عامل بناء والتشرد في انتظاره
أنا طالب بحريني في إحدى الدول الأوروبية، أدرس الطب البشري، إذ أتابع دراستي في السنة الرابعة (مدة الدراسة هي ست سنوات) وبنعمة منه سبحانه فأنا غير ملزم بدفع رسوم الدراسة ولذلك يتبقى علي المصاريف الحياتية الأخرى.
لم أرجع إلى البحرين منذ العام 2004، خلال هذه الفترة أتجرع مرارة الغربة كل يوم وألم الحنين للأهل والأحبة. أربع سنوات لم أحضر فيها لا عيدا ولا عرسا ولا جنازة مقرب. لم أر فيها قريبا ولا صديقا ولا وطنا.
حالي في الغربة شيء من العجب والأسى، أكتب القليل من الكثير من معاناتي.
فأنا أسكن في غرفة خشبية لا أعلم متى يأتي أمر إخلائي منها ولذلك فحقيبتي مجهزة طوال الوقت، ولا علم لي أين سأذهب بعد ذلك غير أني سأبقى فعلا في الشارع، والسبب أني لم أتمكن من سداد إيجار الغرفة التي أسكنها طوال الأشهر الثلاثة الماضية.
مرضت الشهر الفائت ولم أستطع الذهاب للطبيب أو الحصول على الدواء لعدم توافر التأمين الصحي لدي. وعلى رغم معرفتي بحالتي وعلاجها لم يكن في مستطاعي عمل شيء لغلاء العلاج والأدوية هنا والمعيشة ككل.
لا أريد أن أتحدث عن معاناتي مع المصاريف المعيشية، وكيف يستغرب جميع من يعرفونني من حالي ويأسون لها، ويعلم الله كم أخفيت ما بي ولم أكتب هذه الرسالة إلا براءة للذمة وإرضاء لضميري أمام نفسي.
أكتب لكم بعد أن قاربت الوصول إلى مرحلة اليأس. لا أستطيع الدراسة والعمل معا، فإما العمل أو الدراسة، وخصوصا
أن التخصص الذي أدرسه صعب جدا ويحتاج إلى الكثير من التركيز والوقت والمواظبة على المذاكرة.
أبي متقاعد ويعول براتبه التقاعدي أسرتنا الكبيرة (المكونة من تسعة أشخاص) ويسدد الكثير من الديون المتراكمة عليه والقروض.
أكتب لكم وأنا منهك بعد يوم طويل من العمل في أعمال البناء في البرد القارس الذي تتجمد زجاجة الماء في درجاته المنخفضة خلال نصف ساعة.
يعصرني الألم كل يوم، أمنيتي هي التخصص في الجراحة، وتكريس كل وقتي لتعلم كل ما أستطيع، لكنني من أنظف غرف العمليات وأضطر كل يوم إلى الذهاب للعمل في أقذر الأماكن، وبدلاً من الأدوات الجراحية الدقيقة أصبحت خبيرا في أدوات البناء وفنون اتقاء البرد أثناء العمل فيها.
كل ما أطلبه ممن يسمع النداء وعلى رأسهم المسئولون وأهل الخير من المقتدرين هو مساعدتي، أو بالأحرى إغاثتي لكي أتمكن من حفظ ماء وجهي وحياتي وإكمال الدرب للوصول إلى هدفي وهو اتمام دراستي والرجوع لأخدم وطني وأعين عائلتي. وإن لم يُكتب لي أن أنهي دراستي فعلى الأقل أتمنى تذكرة العودة إلى البحرين