بجدار العداء بين السلطتين، و بسلام عربي ضل طريقه على خارطة الطريق ، و بسيفٍ عربيٍ مذهب ، و بأوسمة الشجاعة، وبرسم الشرعية الدولية، يا أطفال غزة: موتوا..!
آخ يا غزة .. يا أطفال غزة.. يا نساء غزة.. يا شيوخ غزة..
مالذي يمكن قوله ونحن المتواطئون في حصاركم .. في قتلكم .. في إبادتكم .. وما الذي يمكن قوله ونحن المنتفخون بالنفط والغاز.. وأنتم ترتعدون من الجوع البرد..
آخ يا غزة.. أنتِ تغرقين في الظلام كما و تغرقين بالدم و نحن نغرق في الصمت.. لا كرامة ولا حياء فينا بقى.. نشمئز على أشلاء الجنود الصهاينة ولا نشمئز على ذبحكم وتقطيعكم على مرأى شاشاتنا ..
آخ يا غزة .. إنه لتاريخٌ أسود فاضح، حينما كنتم في شوارع غزة تتظاهرون ضد الزائر الذي تجرّأ على حقوقكم في أرضهم وفي هويتهم وبالتالي في"الدولة"، كان أهل السلطة يستقبلونه بالعناق الحار، و كم كان رئيس السلطة محمود عباس مبتهج وسعيد بلقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي "شرفه" بزيارته في مقر الرئاسة الفلسطينية ، ولم" يشرف" السلطة المنقلبة. بعدها هو " تشرف" تنازل عن البقية الباقية من القرارات الدولية التي تؤكد حقكم بدولة فوق بعض أرضكم، أو تلك التي تحمي حقوق الذين طُردوا بالقوة في العودة إلى فلسطينهم ولو مشطّرة، وقبل أن تلتهمها مستعمرات و وحوش المستوطنين.
آخ يا غزة .. بعد إن ذٌبحتِ ذبحاً صامتاً على رصيف الجوع والحصار، نحن الآن على ذبحكِ نرقص رقصة" العرضة " بسيفٍ عربي مذهب ونهدي " القاتل" المحرر أبن المحرر أنواط الشجاعة ونجلس معه و مع أمنا الحنون "كوندي" العزيزة على مائدة " العالم العربي الجديد" بعد إن جلسنا على مائدة "الشرق الوسط الجديد" .. أطعمة عربية شهية وأشربه ، ولا أدري أيهما ألذ دماء أطفال قانا أم دماء حي الزيتون ..؟! آهٍ يا غزة .. هي أمة خرجت من التاريخ..
آخ يا غزة .. إنهُ النفط والدولة اليهودية و رأ س المقاومة ، هذا ما كل جال لأجله "إمبراطور الإرهاب" على مدى جولته الفاشلة ، وبمليارات الدولارات نشتري خردة صدئة للأجل عدوٍٍٍٍٍٍٍِِِ وهمي، في وقت يتحدثون عن أنها زيارة تاريخية لرئيس "دولة عظمى" في مرحلة الغروب والانهيار تحت وطأة الديون الهائلة التي تمول نهجاً استهلاكيا مفرطا واستعراضياً، وتدخل دولي هدام وفجوات اجتماعية عميقة وخدمات شعبية متعفنة ، وحقيقة يجب أن لا تغيب عنا، أن الدولة العظمى \ الأقوى في التاريخ قد وصلت الى آخر قدراتها وقد جاء دورها للانكماش.
آهٍ يا غزة .. إنه زمن العهر العربي، مدينة عربية تضج بالموت والدم والجوع ولا يكاد أطفا لها يتنفسون،
و بها أضخم سجن في العالم ، ففي غزة والقطاع وبعد أن سُوِرَا بالجدار العازل أصبحا أكبر سجن في العالم مساحةً ، ويضم أكبر عدداً من السجناء في التاريخ المعاصر ؟! أسواره أطول بثلاثة أضعاف من جدار برلين ، وأعلى منه بمرتين ، ومصنوعة من خرسانة مسلحة بارتفاع 8 إلى 9 متر على امتداد 750 كيلو متر .
و هل فينا من يبكي ؟ أو يغضب ؟ إن بكي على ما ذا يبكي او حتى على ما ذا يغضب ، ء يبكي كرامة عربية مهدورة على أبواب سلام الشجعان؟ أم سيبكي شرفا عربيا ضل طريقه على خارطة الطريق!؟.. هل سيبكي على دموع الثكلى وصرخاتهن التي تواجه يوميا بهتافات الناعقين لسلام الشجعان وما الى ذلك ؟أم سيبكي الشهداء من الأطفال والنساء اللاتي لم تهتز لهن شعرة واحدة لدى عربي يقف ويقول توقفوا وإلاّ؟ أم يبكي حال الفلسطينيين الذين ما عادوا يعرفون إلى أين يتوجهون؟ أم يبكي قادة عربا همهم الأول والأخير الإفراج عن جندي أسير ولم تسمع لهم كلمة عن آلاف الأسرى من الأطفال والشباب الذين يقبعون خلف سجون الاحتلال.. لم نسمع لهم كلمة عندما قتلت عائلة هدى أبو غالية على الشاطئ وهي تتعفر على تراب غزة وتصرخ بهم ، أو لمحمد الدرة ، او إيمان حجو ، وووو .. ؟؟ أم هل يبكي شعباً اعزل يتلقى بصدرٍ عارٍ صواريخ طائرات «الاباتشي» وقذائف الدبابات ويلملم أشلاء شهدائه باحثا عن قبر يضمها معا...؟ أم يبكي شعوبا بكت على خروج منتخباتها المفضلة من المونديال ولم تبك شهيدا واحدا سقط دفاعا عن شرف العروبة المستباح، ويقاتل ويدافع ويقاوم عنهم في الخندق الأول تحت مرأى عينيه ، ولم يستنجد يوماً لا بقادتهم برغيف خبز، أو حبة دواء، ولا أصعب شي رصاصة أو بندقية ، أو ببيان عاصف يستنكر أو يشجب أو يتوعد ، ولا بالجامعة العربية العجوز ، التي لم تنجز شيء ولا حتى المهمة المستحيلة بلبنان!!
ماذا تبقى يا غزة بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آخ و آهٍ يا غزة .. يسكنني العار.. فعذريني لم يعد فينا بقية لكرامة أو شرف عربي و فيك يوأد الإنسان .. بتواطؤ عربي وبرسم الشرعية الدولية ..