اخي الزوج / أختي الزوجة .
لا تسمح لشبح الطلاق أن يدخل إلى منزلك أو حتى يرسل إليه أياً من أتباعه أو أعوانه، أو يتسرب أي أثر له إلى تفكيرك.
فحتى في أشد حالات الاختلاف وعدم التفاهم فإن الطلاق ليس حلاً أبداً، حيث أن الاختلاف يمكن أن نجده له حلولاً كثيرة إن نحن أخلصنا في ذلك.
إن علاقتك الزوجية بالنسبة لحياتك هي بمثابة الروح بالنسبة للجسد، فأياً كان ما تمر به مع شريك حياتك فإنكما حتماً قادرين على عبوره معاً.
أنتما لستما قادرين على البقاء فقط، بل بإمكانكما الإبقاء على المتعة، السعادة والحب على قيد الحياة،
المسألة تحتاج فقط إلى إعادة ترتيب في سلم القيم ووضع هذه العناصر ضمن الأولويات.
احذر هذه الفيروسات فإن أياً منها قد يمزق علاقتك الزوجية إن حظي بأي مساحة أو فرصة :
1: الإجهاد الجسدي والالتزامات المبالغ فيها :
انتبه جيداً لنشاطاتك الجسدية خارج المنزل والالتزامات الوقتية والمتعلقة بنشاطاتك المستمرة أيضاً، فهي قد تكون خطرا ًيهدد حياتك الزوجية، فكثرة الالتزامات وتعدد الارتباطات كفيلة بوأد العلاقة الزوجية في مهدها خصوصا ًفي بداية الحياة الزوجية.
وظيفة / دراسة / طفل / تربية / عمل إضافي / بداية تجارة /
قد تبدو المسألة وكأنها أمر تافه لا ينبغي أن نعطيه كل هذه الأهمية فالمسألة مؤقتة لا تلبث أن تتغير في القريب لأحظى بوقت أكثر مع أسرتي، إلا أن كثير من الأزواج الصغار يبدءون بهذه الطريقة بغرض العمل على تحسين أو توفير حياة أفضل مستقبلاً لهم وللأطفال أيضاً، ثم يفاجئون بأن زواجهم قد وصل إلى مرحلة الاحتضار إن لم يكن قد مات أصلاً. فهما لا يقضيان وقتاً مع بعضهما البعض كما ينبغي، فإما أن يكون الاثنين منشغلين غالبية الوقت، أو يكون الرجل مشغولاً أغلب الوقت والمرأة لوحدها في المنزل. هذه الحالة تولد التعود على الانفصال العاطفي الذي يكون البذرة الأساسية للطلاق الفعلي وحتى لو لم يحصل الطلاق فيكفي الانفصال العاطفي لهدم صرح أي علاقة زوجية.
2: كثرة أو تعدد الأقساط عدم والتخطيط المالي المدروس:
ادفع نقداً للسلع الاستهلاكية وإن لم تكن تملك قيمتها فلا تشتريها.
لا تصرف أكثر على البيت أو السيارة، أو تضع أهدافاً مالية فوق قدرتك أبق بعض المال للترفيه والتنزه، رعاية الأطفال ...
ادخر بعض المال للطوارئ ووزع دخلك بطريقة ذكية حتى لا تجد نفسك غارقاً ما بين الدين والأقساط ولا تملك أي شئ، وليكن ذلك من بداية حياتك الزوجية حتى تضمن ،ن تسير على الخط السليم مبكراً.
3: الأنانية:
كثير من المختصين يقسمون الناس إلى قسمين:
يتميز القسم الأول بالعطاء
ويتميز القسم الثاني بالأخذ
عندما يتزوج اثنين من النوع الأول فالنتيجة مذهلة ورائعة جداً .
وعندما يتزوج اثنين من النوع الثاني قد يقطعان بعضهما البعض إلى قطع في أقل من شهر.
باختصار شديد فإن الأنانية بقدر ما تتواجد في الزوجين أو أحدهما يكون مقدار خطرها على العلاقة الزوجية.
4: التدخلات الخارجية (الأهل / الحموات):
إذا كان أجد الزوجين أو كلاهما لم يتحرر بعد من تبعيته لوالديه، فإن الأفضل لهما عدم السكن قريباً منهم. الاستقلال أمر صعب مع بعض الأمهات (والآباء أيضاً) والسكن بالقرب منهم يزيد المتاعب والخلافات بين الزوجين.
5: التوقعات التي تصل لمستوى الأحلام (الغير واقعية):
بعض الأزواج يكون لديه تصور مسبق بأن الزواج نعيم مقيم ومستمر ، لا تشوبه الشوائب ولا تعكره العواصف مطلقاً، وهذا التصور غالباً يكون لدى النسا ء اللائي يترقبن ويتوقعن من أزواجهن ما لا يستطيعه الأزواج أو لا يدركونه في بعض الأحيان، وبسبب هذا التصور تحدث صدمة الواقع التي قد تؤدي إلى نهاية الزواج.
6: الفضوليين:
أتحدث هنا عن أولئك الذين يضعون أنفسهم وكأنهم أصحاب الشأن بل ويتعدون ذلك للتحكم في مسار الهواء الخاص بالزوجين. الغيرة قد تكون أحد الدوافع لمثل هذه السلوكيات والتدخلات، ومن الأسباب الأخرى قلّة تقدير الذات، الذي يقود الطرف الذي لا يشعر بالأمان إلى التعدي على مناطق الأمان الخاصة بالآخرين.
الحب لابد أن يكون حراً ومعتمداً على الثقة المتبادلة واستحضار حسن النوايا.
7: المخدرات والمسكرات:
هذه لا تقتل العلاقات الزوجية فقط، بل وتقتل الناس أيضا، تجنبها ومن يتعاطونها لأنها كالطاعون يهلك أي جسد ما أن تصل إليه.
8: إدمان المقامرة والأمور الإباحية:
كما هو بديهي للغالبية أن الشخصية البشرية تشوبها بعض العيوب، ويعتريها بعض الضعف لتتبع غريزتها، فهي لديها قابلية للتعلق بتصرفات وسلوكيات هادمة، خصوصاً في بداية الحياة، بعيداً عن العمر الزمني فإنه يتولد لدى الأشخاص في عمر ما أنه بإمكانهم العبث بالأمور الإباحية والمقامرة كذلك دون يتعرضوا للأذى أو أن تترك هذه السلوكيات أي آثار تعيقهم من استمرار حياتهم بشكل طبيعي مستقبلاً.
وهذا التصور صحيح إلى حد ما، فهنا أناس يمرون بهذه المرحلة ويعدونها دون أي إصابات، ولكن لدى البعض الآخر قابلية أكثر للتأثر ونقاط ضعف لا تتضح مبكراً لكنها لا تلبث أن تظهر فيما بعد على ما يمكن أن نطلق عليه الإدمان، وهذا بالطبع يمزق العلاقة الزوجية.
إن الشر موجود حولنا ولهذا لدينا تعاليم وقيم ومعتقدات ومفاهيم ومبادئ وقبل كل ذلك لدينا فطرة فطرنا الله عليها، إن نحن تقدينا بها فهي حتماً تحمينا من هذا الشر.
ابق ضمن القيود الدينية الواضحة التي تتوافق مع الفطرة السليمة ولن تتعرض للإدمان الذي لحق الكثيرين.
9: الوحدانية / الإحباط الجنسي / نقص تقدير الذات:
هذه خلطة مميتة ما أن يكون لديك أحدها حتى تحرص على علاجه قبل أن تتجمع الثلاثة فاجتماعها يعني الموت.
10: الإخفاق في العمل:
الإخفاق في العمل يترك آثاراً سلبية كثيراً خصوصاً على الرجال، فالثورة أو التهيج الناتج عن الخسارة المالية أو خسارة الوظيفة أو العلاقات السيئة في العمل غلباً ما ينعكس على شكل عنف اسري داخل محيط الأسرة.
11: النجاح في العمل:
النجاح المبهر في العمل خطير أيضاً على العلاقة الزوجية مثل الإخفاق في العمل، فالذي يتعرض للفشل في عمله يكون عنيفاً على الأسرة، والناجح جداً في عمله يكون بعيداً جداً عن الأسرة.
12: الزواج المبكر:
ولا أعني هنا سناً معينة للزواج بحيث يكون مبكراً قبلها، فالرشد ليس مرتبطاً بفترة زمنية يعيشها المرء فقط
ما أعنيه هنا الرشد الفكري متى ما أصبح لدى الرجل والمرأة معرفة وإدراك بحقيقة الزواج ومعرفة بخصائص الجنس الآخر ووعي أيضاً. ضغط البلوغ وإجهاد الزواج المبكر لا يجتمعان معاً تحت سقف واحد، تجاوز الأول قبل أن تأخذ الثاني.
هذه هي أكثر الفيروسات خطراً على الحياة الزوجية كما اتفق عليها الأخصائيين ومرشدي الزواج. أي منها قد يحدث شرخاً في الجدار الزوجي وهذا الشرخ إذا لم يتم علاجه قد يهدم الجدار ويتبعه ببقية البناية.
بكل تأكيد نحن في هذا الجزء من العالم نحمل في قلوبنا سلاحاً يفتقده كل العالم إلا من يشترك معنا في حمله، ألا وهو إيماننا بالله سبحانه وتعالى وبالقضاء والقدر، ويقيننا أن الله قادر على كل شئ فنحن دعوه ونستغفره ونطلب منه الرحمة والتوفيق والمغفرة.